الأمم المتحدة: دوامة انتقامية تهدد الشرق الأوسط بعد القصف الأمريكي
الأمم المتحدة: دوامة انتقامية تهدد الشرق الأوسط بعد القصف الأمريكي
دقّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناقوس الخطر، محذرًا من أن الضربة الأمريكية الأخيرة ضد منشآت نووية إيرانية قد تدفع الشرق الأوسط إلى هاوية لا تُحتمل من التصعيد والدمار.
قال غوتيريش خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء الأحد، إن شعوب المنطقة "لا يمكنها تحمّل دوامة جديدة من الانتقام والمعاناة"، داعيًا إلى وقف فوري للتصعيد، واستئناف مفاوضات جدّية تضمن الالتزام بمعاهدة عدم الانتشار النووي وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وافتتح غوتيريش الجلسة بالتذكير بأنه أدان سابقًا جميع أشكال التصعيد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن نداءه قبل يومين لإعطاء فرصة للسلام "لم يلقَ استجابة".
وأضاف: "نواجه الآن مفترق طرق: طريقٌ يؤدي إلى حرب أوسع، وآخر إلى الحوار وخفض التصعيد. نعرف أي الطريقين هو الصحيح".
وأكد ضرورة تمكين مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الكامل للمنشآت الإيرانية، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
المنطقة لا تحتمل صراعًا آخر
بدوره، حذر ميروسلاف يانتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، من أن الأحداث الأخيرة تمثل "تصعيدًا خطِرًا" يهدد بإغراق المنطقة في حالة من عدم الاستقرار.
وكشف عن أرقام مفزعة: 430 قتيلاً و3,500 جريح في إيران نتيجة الضربات الأمريكية حتى مساء السبت، مقابل 25 قتيلاً و1,300 جريح في إسرائيل.
وأشار إلى أن جماعات مسلحة حليفة لطهران هددت بالرد، في حين لوّح البرلمان الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الشرايين النفطية في العالم.
وأكد يانتشا: "لا حل عسكريًا لهذا الصراع. نحتاج إلى دبلوماسية، وتهدئة، وبناء ثقة... الآن".
الضربات تهدد الأمن العالمي
وفي كلمته، أعرب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن قلقه العميق من تطورات الأزمة، قائلاً إن نظام عدم الانتشار النووي "على المحك".
وأوضح أن مفتشي الوكالة لا يستطيعون حاليًا تقييم الأضرار في موقع فوردو النووي، بسبب استمرار الأعمال العدائية.
وأضاف أن الوكالة مستعدة لنشر خبراء في السلامة النووية على الفور، محذرًا من أن أي هجوم على منشأة نووية يمكن أن يؤدي إلى "انبعاثات إشعاعية كارثية داخل إيران وخارجها".
واشنطن: استهدفنا الخطر
دافعت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية دوروثي شيا عن الضربات قائلة إنها جاءت "لوقف تهديد نووي متصاعد من دولة تشكل خطرًا على الأمن العالمي"، في إشارة إلى إيران.
وشددت على أن العملية نُفذت "دعما لإسرائيل وفي إطار الدفاع الجماعي عن النفس، كما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة".
واتهمت إيران بالهجوم على إسرائيل بصواريخ باليستية وعبر وكلاء، مضيفة أن طهران أخفت برنامجها النووي وعرقلت المفاوضات الدولية.
واشنطن اختارت العدوان
من جهته، ندد المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني بما وصفه بـ"العدوان غير المشروع"، متهمُا واشنطن بإثارة الحرب تحت ذرائع "ملفقة".
وأضاف أن "نتنياهو اختطف السياسة الخارجية الأمريكية"، متهمًا إسرائيل بأنها السبب الرئيسي وراء التصعيد.
ووصف تعامل الوكالة الدولية مع الأزمة بـ"المنحاز"، قائلاً إن معاهدة حظر الانتشار "تُستغل كسلاح سياسي لتبرير العدوان".
وحذر من أن الفشل في إدانة الضربات سيترك "وصمة تواطؤ" على جبين مجلس الأمن، كما حصل في قضية غزة.
تل أبيب: ضرورة لحماية العالم
قال المندوب الإسرائيلي داني دانون إن الولايات المتحدة أزالت "أعظم تهديد وجودي يواجه العالم الحر"، مشيدًا بما وصفه بـ"العملية الحاسمة" التي قادها الرئيس ترامب.
وأضاف أن الضربات لم تكن خيارًا بل "ضرورة"، ودعا العالم إلى شكر الولايات المتحدة على هذا التحرك.
تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد قيام واشنطن بشن ضربات عسكرية على منشآت نووية إيرانية، بحجة منع طهران من تطوير أسلحة نووية، وتأتي هذه الضربات في ظل اشتباكات متصاعدة بين إيران وإسرائيل.
وتخشى أطراف دولية من أن يؤدي هذا التصعيد إلى نشوب حرب واسعة في الشرق الأوسط، وسط تحذيرات من انهيار نظام عدم الانتشار النووي وتداعيات كارثية على المدنيين والاستقرار الإقليمي والدولي.